(من الصور على صفحة تزوجنا مدني... وع قبالكن)
احتفال الفرح المستمر في
صفحة "تزوجنا مدني.. وع قبالكن" على "الفايسبوك" يثبت
أن الكثير من اللبنانيين بخير، وأنهم تخطوا بمراحل إحباطات البلد بسياسييه
وصراعاتهم الصغيرة ورجال أديانه العديدة الذين ما زالوا حبيسي قرونهم الوسطى.
بأثواب بيضاء وأخرى
ملونة، وبنهر من الإبتسامات الواسعة والقبل، ردّ المئات ممن لا تعنينا طوائفهم على
الفتوى المريضة الكالحة، وعلى الجبن والرياء السياسيين في استقبالها. وانضم إلى
العرس الجماعي آلاف اللبنانيين المرحبين. وما زال العدد يتزايد في كل لحظة.
بفرح أخرج هؤلاء أرشيف صورهم الشخصية الإغلى والخاصة جداً، وعرضوها ليخوضوا حوار الالوان الكثيرة ضد سطوة اللون الواحد، ونضارة الافكار الكثيرة ضد ضحالة الفكرة اليتيمة، وجمال الأحلام الكثيرة، ضد بؤس الكابوس المتكرر هو نفسه.
بفرح أخرج هؤلاء أرشيف صورهم الشخصية الإغلى والخاصة جداً، وعرضوها ليخوضوا حوار الالوان الكثيرة ضد سطوة اللون الواحد، ونضارة الافكار الكثيرة ضد ضحالة الفكرة اليتيمة، وجمال الأحلام الكثيرة، ضد بؤس الكابوس المتكرر هو نفسه.
أكدوا أقل حقهم في أن
يتزوجوا كما يريدون، أسوة بغيرهم من اللبنانيين. وأشهروا، بلا ادعاء، فخرهم
بفرديتهم، وأعلنوا، بلا كذب ولا تصنع، حبهم لبلدهم، وعدم يأسهم منه، برغم أنف
التكفيريين على أنواعهم الدينية والسياسية.
نادراً ما لجأ لبنانيون إلى هذا القدر من الفرح لمواجهة هذا القدر من التطرف. لكن الزواج نفسه فعل حياة تُرتدى له أحلى الثياب وتوضع له أحلى الزينة وتفرد له أوسع الأمنيات ويغني الناس فيه ويرقصون ويرفعون الأنخاب والأمنيات بالسعادة عالياً، وترسم في هوائه قلوب وأوهام وآمال لا تعد ولا تحصى. الزواج فرح يُربط بالولادات الجديدة، بالبدايات، لا بالجثث وتقنين الموافقة على غسلها ودفنها ووصف ميتتها. لا يمكن الفتوى الجثة أن تقهر ما يحمله من احتمالات الحياة. لا يمكن الجثة أن تنتصر.
بالحياة واجهوا نفور لغة يفوح الموت منها. ولم يجدوا عابسين يجرأون على شتمهم ورفضهم ونبذهم. بدوا أقوياء بانفتاحهم وتنورهم بغض النظر عن أعدادهم. وفي وسائل تواصل إلى هذا الحد ديموقراطية وتسمح بحرية التعبير، لم يشعر أحد منهم بغربة، مع أن كل الصور آتية من بلاد أخرى، لأن لبنان أشد تخلفاً من أن يسمح بالزاوج المدني على أرضه.
وهم، ما إن التقوا، حتى بدوا كأنهم، كلهم، أصدقاء عتيقين، تداعوا إلى لمّ شمل يستعيدون فيه ذكرياتهم الحلوة. وبينما يتبادلون الصور، نسوا الشيخ الذي أفتى فتواه المرعبة، والسياسيين الذين برروا له فتواه، او اعتبروا أنها لا تخصهم ما داموا ليسوا مشمولين فيها.
نادراً ما لجأ لبنانيون إلى هذا القدر من الفرح لمواجهة هذا القدر من التطرف. لكن الزواج نفسه فعل حياة تُرتدى له أحلى الثياب وتوضع له أحلى الزينة وتفرد له أوسع الأمنيات ويغني الناس فيه ويرقصون ويرفعون الأنخاب والأمنيات بالسعادة عالياً، وترسم في هوائه قلوب وأوهام وآمال لا تعد ولا تحصى. الزواج فرح يُربط بالولادات الجديدة، بالبدايات، لا بالجثث وتقنين الموافقة على غسلها ودفنها ووصف ميتتها. لا يمكن الفتوى الجثة أن تقهر ما يحمله من احتمالات الحياة. لا يمكن الجثة أن تنتصر.
بالحياة واجهوا نفور لغة يفوح الموت منها. ولم يجدوا عابسين يجرأون على شتمهم ورفضهم ونبذهم. بدوا أقوياء بانفتاحهم وتنورهم بغض النظر عن أعدادهم. وفي وسائل تواصل إلى هذا الحد ديموقراطية وتسمح بحرية التعبير، لم يشعر أحد منهم بغربة، مع أن كل الصور آتية من بلاد أخرى، لأن لبنان أشد تخلفاً من أن يسمح بالزاوج المدني على أرضه.
وهم، ما إن التقوا، حتى بدوا كأنهم، كلهم، أصدقاء عتيقين، تداعوا إلى لمّ شمل يستعيدون فيه ذكرياتهم الحلوة. وبينما يتبادلون الصور، نسوا الشيخ الذي أفتى فتواه المرعبة، والسياسيين الذين برروا له فتواه، او اعتبروا أنها لا تخصهم ما داموا ليسوا مشمولين فيها.
راحوا يتبادلون التهاني
مجدداً، فعادت عروساً من تزوجت في السبعينيات وباتت الآن جدّة، وتذكرت الشابة التي
تزوجت مدنياً أنها هي نفسها ابنة زواج مدني.
بايجابية كهذه، تنتصر معارك المدنيين على الظلاميين. والمعركة طويلة لكن ناسها يخوضونها ليس بثقة فحسب، بل بحب. والحب، أقل الحب، هو ما لا يجيده أعداء الفرح، ومنهم الرافض للحق في الزاوج، ومنهم الضنين بجنسية الأم لإبنها، ومنهم الغريب أمره، الذي يفترض أن الديموقراطية يمكنها أن تنزل إلى مستوى اقتراع ابن الطائفة لشبيهه الطائفي فقط، ومع ذلك يظل اسمها ديموقراطية، ويظل اسم الوطن وطناً.
بفرح تُخاض المعارك كي تنجح. وهي مفتوحة. وبما أننا في عرس مدني مفتوح، فما زلنا بخير، ولا زالت الأفراح في ديارنا عامرة.
بايجابية كهذه، تنتصر معارك المدنيين على الظلاميين. والمعركة طويلة لكن ناسها يخوضونها ليس بثقة فحسب، بل بحب. والحب، أقل الحب، هو ما لا يجيده أعداء الفرح، ومنهم الرافض للحق في الزاوج، ومنهم الضنين بجنسية الأم لإبنها، ومنهم الغريب أمره، الذي يفترض أن الديموقراطية يمكنها أن تنزل إلى مستوى اقتراع ابن الطائفة لشبيهه الطائفي فقط، ومع ذلك يظل اسمها ديموقراطية، ويظل اسم الوطن وطناً.
بفرح تُخاض المعارك كي تنجح. وهي مفتوحة. وبما أننا في عرس مدني مفتوح، فما زلنا بخير، ولا زالت الأفراح في ديارنا عامرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق